Jan 13, 2012

وقد كان عبدالله بن خليفة الطائي شهد مع حجر بن عدي فطلبه زياد فتوارى عنه وكان ذلك من مقدمات خروج ابن الأشعث


روى الطبرى قال
عاش قيس بن عباد حتى قاتل مع ابن الأشعث في مواطنه فقال حوشب للحجاج بن يوسف إن منا امرأ صاحب فتن ووثوب على السلطان لم تكن فتنة في العراق قط إلا وثب فيها وهو ترابي يلعن عثمان وقد خرج مع ابن الأشعث فشهد معه في مواطنه كلها يحرض الناس حتى إذا أهلكهم الله جاء فجلس في بيته فبعث إليه الحجاج فضرب عنقه فقال بنو أبيه لآل حوشب إنما سعيتم بنا سعيا فقالوا لهم وأنتم إنما سعيتم بصاحبنا سعيا وقد كان عبدالله بن خليفة الطائي شهد مع حجر بن عدي فطلبه زياد فتوارى فبعث إليه الشرط وهم أهل الحمراء يومئذ فأخذوه فخرجت أخته النوار فقالت يا معشر طيء أتسلمون سنانكم ولسانكم عبدالله بن خليفة فشد الطائيون على الشرط فضربوهم وانتزعوا منهم عبدالله بن خليفة فرجعوا إلى زياد فأخبروه فوثب على عدي بن حاتم وهو في المسجد فقال ائتني بعبدالله بن خليفة قال وما له فأخبره قال فهذا شيء كان في الحي لا علم لي به قال والله لتأتيني به قال لا والله لا آتيك به أبدا أجيئك بابن عمي تقتله والله لو كات تحت قدمي ما رفعتهما عنه قال فأمر به إلى السجن قال فلم يبق بالكوفة يماني ولا ربعي إلا اتاه وكلمه وقالوا تفعل هذا بعدي بن حاتم صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم قال فإني أخرجه على شرط قالوا ما هو قال يخرج ابن عمه عني فلا يدخل الكوفة ما دام لي بها سلطان فأتي عدي فأخبر بذلك فقال نعم فبعث عدي إلى عبدالله بن خليفة فقال يابن أخي إن هذا قد لج في أمرك وقد أبى إلا إخراجك عن مصرك ما دام له سلطان فالحق بالجبلين فخرج فجعل عبدالله بن خليفة يكتب إلى عدي وجعل عدي يمنيه فكتب إليه ... تذكرت ليلى والشبيبة أعصرا ... وذكر الصبا برح على من تذكرا ... وولى الشباب فافتقدت غضونه ... فيا لك من وجد به حين أدبرا ... فدع عنك تذكار الشباب وفقده ... وآثاره إذ بان منك فأقصرا ... وبك على الخلان لما تخرموا ... ولم يجدوا عن منهل الموت مصدرا ... دعتهم مناياهم ومن حان يومه ... من الناس فاعلم أنه لن يؤخرا ... أولئك كانوا شيعة لي وموئلا ... إذا اليوم ألفي ذا احتدام مذكرا ... وما كنت أهوى بعدهم متعللا ... بشيء من الدنيا ولا أن أعمرا ... أقول ولا والله أنسى ادكارهم ... سجيس الليالي أو أموت فأقبرا ... على أهل عذراء السلام مضاعفا ... من الله وليسق الغمام الكنهورا 
ولاقى بها حجر من الله رحمة ... فقد كان أرضى الله حجر وأعذرا ... ولا زال تهطال ملث وديمة ... على قبر حجر أو ينادى فيحشرا ... فيا حجر من للخيل تدمى نحورها ... وللملك المغزي إذا ما تغشمرا ... ومن صادع بالحق بعدك ناطق ... بتقوى ومن إن قيل بالجور غيرا ... فنعم أخو الإسلام كنت وإنني ... لأطمع أن تؤتى الخلود وتحبرا ... وقد كنت تعطي السيف في الحرب حقه ... وتعرف معروفا وتنكر منكرا ... فيا أخوينا من هميم عصمتما ... ويسرتما للصالحات فأبشرا ... ويا أخوي الخندفيين أبشرا ... فقد كنتما حييتما أن تبشرا ... ويا إخوتا من حضرموت وغالب ... وشيبان لقيتم حسابا ميسرا ... سعدتم فلم أسمع بأصوب منكم ... حجاجا لدى الموت الجليل وأصبرا ... سأبكيكم ما لاح نجم وغرد ال ... حمام ببطن الواديين وقرقرا ... فقلت ولم أظلم أغوث بن طيء ... متى كنت أخشى بينكم أن أسيرا ... هبلتم ألا قاتلتم عن أخيكم ... وقد ذب حتى مال ثم تجورا ... ففرجتم عني فغودرت مسلما ... كأني غريب في إياد وأعصرا ... فمن لكم مثلي لدى كل غارة ... ومن لكم مثلي إذا البأس أصحرا ... ومن لكم مثلي إذا الحرب قلصت ... وأوضع فيها المستميت وشمرا ... فها أنا ذا داري بأجبال طيء ... طريدا ولو شاء الإله لغيرا ... نفاني عدوي ظالما عن مهاجري ... رضيت بما شاء الإله وقدرا ... وأسلمني قومي لغير جناية ... كأن لم يكونوا لي قبيلا ومعشرا ... فإن ألف في دار بأجبال طيء ... وكان معانا من عصير ومحضرا ... فما كنت أخشى أن أرى متغربا ... لحا الله من لاحى عليه وكثرا ... لحا الله قتل الحضرميين وائلا ... ولاقى الفنا من السنان الموفرا ... ولاقى الردى القوم الذين تحزبوا ... علينا وقالوا قول زور ومنكرا ... فلا يدعني قوم لغوث بن طيء ... لأن دهرهم أشقى بهم وتغيرا ... فلم أعزهم في المعلمين ولم أثر ... عليهم عجاجا بالكويفة أكدرا ... فبلغ خليلي إن رحلت مشرقا ... جديلة والحيين معنا وبحترا ... ونبهان والأفناء من جذم طيء ... ألم أك فيكم ذا الغناء العشنزرا ... ألم تذكروا يوم العذيب أليتي ... أمامكم ألا أرى الدهر مدبرا ... وكري علىمهران والجمع حاسر ... وقتلي الهمام المستميت المسورا ... ويوم جلولاء الوقيعة لم ألم ... ويوم نهاوند الفتوح وتسترا ... وتنسونني يوم الشريعة والقنا ... بصفين في أكتافهم قد تكسرا 
جزى ربه عني عدي بن حاتم ... برفضي وخذلاني جزاء موفرا ... أتنسى بلائي سادرا يا بن حاتم ... عشية ما أغنت عديك حزمرا ... فدافعت عنك القوم حتى تخاذلوا ... وكنت أنا الخصم الألد العذورا ... فولوا وما قاموا مقامي كأنما ... رأوني ليثا بالأباءة مخدرا ... نصرتكم إذخام القريب وأبعط ال ... بعيد وقد أفردت نصرا مؤزرا ... فكان جزائي أن أجرد بينكم ... سجينا وأن أولى الهوان وأوسرا ... وكم عدة منك أنك راجعي ... فلم تغن بالميعاد عني حبترا ... فأصبحت أرعى النيب طورا وتارة ... أهرهر إن راعى الشويهات هرهرا ... كأني لم أركب جوادا لغارة ... ولم أترك القرن الكمي مقطرا ... ولم أعترض بالسيف خيلا مغيرة ... إذا النكس مشى القهقرى ثم جرجرا ... ولم أستحث الركض في إثر عصبة ... ميممة عليا سجاس وأبهرا ... ولم أذعر الأبلام مني بغارة ... كورد القطاثم انحدرت مظفرا ... ولم أر في خيل تطاعن بالقنا ... بقزوين أو شروين أو أغز كندرا ... فذلك دهر زال عني حميده ... وأصبح لي معروفه قد تنكرا ... فلا يبعدن قومي وإن كنت غائبا ... وكنت المضاع فيهم والمكفرا ... ولا خير في الدنيا ولا العيش بعدهم ... وإن كنت عنهم نائي الدار محصرا ... 
فمات بالجبلين قبل موت زياد 
وقال عبيدة الكندي ثم البدي وهو يعير محمد بن الأشعث بخذلانه حجرا ... أسلمت عمك لم تقاتل دونه ... فرقا ولولا أنت كان منيعا ... وقتلت وافد آل بيت محمد ... وسلبت أسيافا له ودروعا ... لو كنت من أسد عرفت كرامتي ... ورأيت لي بيت الحباب شفيعا ... 

المصدر: تاريخ الطبرى 

No comments:

Post a Comment