Dec 29, 2011

عندما روى لهم أبو موسى الأشعرى خبر طاعون عمواس وكيف أصاب أبا عبيدة بن الجراح



 عندما  روى لهم أبو موسى الأشعرى خبر طاعون عمواس وكيف أصاب أبا عبيدة بن الجراح

روى الطبرى عن طارق بن شهاب البجلي قال أتينا أبا موسى وهو في داره بالكوفة لنتحدث عنده فلما جلسنا قال لا عليكم أن تخفوا فقد أصيب في الدار إنسان بهذا السقم ولا عليكم أن تنزهوا عن هذه القرية فتخرجوا في فسيح بلادكم ونزهها حتى يرفع هذا الوباء سأخبركم بما يكره مما يتقي من ذلك أن يظن من خرج انه لو أقام مات ويظن من أقام فأصابه ذلك لو أنه لو خرج لم يصبه فإذا لم يظن هذا المرء المسلم فلا عليه أن يخرج وأن يتنزه عنه إني كنت مع أبي عبيدة بن الجراح بالشأم عام طاعون عمواس فلما اشتغل الوجع وبلغ ذلك عمر كتب إلى أبي عبيدة ليستخرجه منه أن سلام عليك أما بعد فإنه قد عرضت لي إليك حاجة أريد أن أشافهك فيها فعزمت عليك إذا نظرت في كتابي هذا ألا تضعه من يدك حتى تقبل إلي قال فعرف أبو عبيدة أنه إنما أراد أن يستخرجه من الوباء قال يغفر الله لأمير المؤمنين ثم كتب إليه يا أمير المؤمنين إن قد عرفت حاجتك إلي وإني في جند من المسلمين لا أجد نفسي رغبة عنهم فلست أريد فراقهم حتى يقضي الله في وفيهم أمره وقضاءه فحللني من عزمتك يا أمير المؤمنين ودعني في جندي فلما قرأ عمر الكتاب بكى فقال الناس يا أمير المؤمنين أمات أبو عبيدة قال لا وكأن قد قال ثم كتب إليه سلام عليك أما بعد فإنك أنزلت الناس أرضا غمقة فارفعهم إلى أرض مرتفعة نزهة فلما أتاه كتابه دعاني فقال يا أبا موسى إن كتاب أمير المؤمنين قد جاءني بما ترى فاخرج فارتد للناس منزلا حتى أتبعك بهم فرجعت إلى منزلي لأرتحل فوجدت صاحبتي قد أصيبت فرجعت إليه فقلت له والله لقد كان في أهلي حدث فقال لعل صاحبتك أصيبت قلت نعم فأمر ببعيره فرحل له فلما وضع رجله في غرزة طعن فقال والله لقد أصبت 
ثم سار بالناس حتى نزل الجابية ورفع عن الناس الوباء
المصدر: تاريخ الطبرى

No comments:

Post a Comment