May 31, 2012

فقال عمر بن الخطاب مهلا يا عباس فوالله لإسلامك يوم اسلمت كان أحب إلي من إسلام الخطاب لو أسلم

روى الطبرى قال

قال لما نزل رسول الله صلى الله عليه و سلم مر الظهران قال العباس بن عبدالمطلب وقد خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم من المدينة يا صباح قريش والله لئن بغتها رسول الله في بلادها فدخل مكة عنوة إنه لهلاك قريش آخر الدهر فجلس على بغلة رسول الله صلى الله عليه و سلم البيضاء وقال أخرج إلى الأراك لعلي أرى حطابا أو صاحب لبن أو داخلا يدخل مكة فيخبرهم بمكان رسول الله فيأتونه فيستأمنونه فخرجت فوالله إني لأطوف في الأراك ألتمس ما خرجت له إذ سمعت صوت أبي سفيان بن حرب وحكيم بن حزام وبديل بن ورقاء وقد خرجوا يتحسسون الخبر عن رسول الله صلى الله عليه و سلم فسمعت أبا سفيان وهو يقول والله ما رأيت كاليوم قط نيرانا فقال بديل هذه والله نيران خزاعة حمشتها الحرب فقال أبو سفيان خزاعة ألأم من ذلك وأذل فعرفت صوته فقلت يا أبا حنظلة فقال أبو الفضل فقلت نعم فقال لبيك فداك أبي وأمي فما وراءك فقلت هذا رسول الله ورائي قد دلف إليكم بما لا قبل لكم به بعشرة آلاف من المسلمين قال فما تأمرني فقلت تركب عجز هذه البغلة فأستأمن لك رسول الله فوالله لئن ظفر بك ليضربن عنقك فردفني فخرجت به أركض بغلة رسول الله صلى الله عليه و سلم نحو رسول الله صلى الله عليه و سلم فكلما مررت بنار من نيران المسلمين ونظروا إلي قالوا عم رسول الله على بغلة رسول الله حتى مررت بنار عمر بن الخطاب فقال أبو سفيان الحمد لله الذي أمكن منك بغير عقد ولا عهد ثم اشتد نحو النبي صلى الله عليه و سلم وركضت البغلة وقد أردفت أبا سفيان حتى اقتحمت على باب القبة وسبقت عمر بما تسبق به الدابة البطيئة الرجل البطيء فدخل عمر على رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله هذا أبو سفيان عدو الله قد أمكن الله منه بغير عهد ولا عقد فدعني أضرب عنقه فقلت يا رسول الله إني قد أجرته ثم جلست إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخذت برأسه فقلت والله لا يناجيه اليوم أحد دوني فلما أكثر فيه عمر قلت مهلا يا عمر فوالله ما تصنع هذا إلا لأنه رجل من بني عبد مناف ولو كان من بني عدي بن كعب ما قلت هذا فقال مهلا يا عباس فوالله لإسلامك يوم اسلمت كان أحب إلي من إسلام الخطاب لو أسلم وذلك لأني أعلم أن إسلامك كان أحب إلى رسول الله من إسلام الخطاب لو أسلم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم اذهب فقد آمناه حتى تغدو به علي بالغداة فرجع به إلى منزله فلما أصبح غدا به على رسول الله صلى الله عليه و سلم فلما رآه قال ويحك أبا سفيان ألم يأن لك أن تعلم أن لا إله إلا الله فقال بأبي أنت وأمي ما أوصلك وأحلمك وأكرمك والله لقد ظننت أن لو كان مع الله غيره لقد أغنى عني شيئا فقال ويحك يا أبا سفيان ألم يأن لك أن تعلم أني رسول الله فقال بأبي أنت وأمي ما أوصلك وأحلمك وأكرمك أما هذه ففي النفس منها شيء فقال العباس فقلت له ويلك تشهد شهادة الحق قبل والله أن تضرب عنقك قال فتشهد قال فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم للعباس حين تشهد أبو سفيان انصرف يا عباس فاحبسه عند خطم الجبل بمضيق الوادي حتى تمر عليه جنود الله فقلت له يا رسول الله إن أبا سفيان رجل يحب الفخر فاجعل له شيئا يكون في قومه فقال نعم من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ومن دخل المسجد فهو آمن ومن أغلق عليه بابه فهو آمن فخرجت حتى حبسته عند خطم الجبل بمضيق الوادي فمرت عليه القبائل فيقول من هؤلاء يا عباس فأقول سليم فيقول مالي ولسليم فتمر به قبيلة فيقول من هؤلاء فأقول أسلم فيقول مالي ولأسلم وتمر جهينة فيقول مالي ولجهينة حتى مر رسول الله صلى الله عليه و سلم في الخضراء كتيبة رسول الله صلى الله عليه و سلم من المهاجرين والأنصار في الحديد لا يرى منهم إلا الحدق فقال من هؤلاء يا أبا الفضل فقلت هذا رسول الله في المهاجرين والأنصار فقال يا أبا الفضل لقد اصبح ملك ابن أخيك عظيما فقلت ويحك إنها النبوة فقال نعم إذا فقلت الحق الآن بقومك فحذرهم فخرج سريعا حتى أتى مكة فصرخ في المسجد يا معشر قريش هذا محمد قد جاءكم بما لا قبل لكم به قالوا فمه فقال من دخل داري فهو آمن فقالوا ويحك وما تغني عنا دارك فقال ومن دخل المسجد فهو آمن ومن أغلق عليه بابه فهو آمن

المصدر: تاريخ الطبرى

No comments:

Post a Comment